مناظرة بين الحق والباطل
الحق والباطل
من مناظرة سعيد بن جبير والحجاج بن يوسف .... 👇
الحجاج: ما اسمك؟
سعيد: سعيد بن جبير.
الحجاج: بل أنت شقي بن كسير.
سعيد: بل أنا سعيد بن جبير
الحجاج: بل أنت شقي بن كسير
سعيد: أمي كانت أعلم باسمي منك.
الحجاج: والله لاقتلنك
سعيد: إني إذن لسعيد كما سمتني أمي.
الحجاج: شقيتَ أنت، وشقيتْ أمك.
سعيد: الغيب يعلمه غيرك.
الحجاج: لأبدلنَّك بالدنيا نارًا تلظى.
سعيد: لو علمتُ أن ذلك بيدك لاتخذتك إلهًا.
الحجاج: فما قولك في محمد.
سعيد: نبي الرحمة، وإمام الهدى، خير من بقى وخير من مضى.
الحجاج: فما قولك في علي بن أبي طالب
أهو في الجنة أم في النار؟
سعيد: لو دخلتها؛ فرأيت أهلها لعرفت.
الحجاج: فما قولك في الخلفاء؟
سعيد: لست عليهم بوكيل.
الحجاج: فأيهم أعجب إليك؟
سعيد: أرضاهم لخالقي.
الحجاج: فأيّهم أرضي للخالق؟
سعيد: علم ذلك عند ربّي يعلم سرهم ونجواهم.
الحجاج: أبيتَ أن تَصْدُقَنِي.
سعيد: إني لم أحب أن أكذبك.
الحجاج: فما تقول في معاوية؟
سعيد: شغلني نفسي عن تصريف هذه الأمة وتمييز أعمالها.
الحجاج: فما تقول فيّ؟
سعيد: أنت أعلم بنفسك
الحجاج: بت بعلمك
سعيد: إذن يسؤك ولا يسرك
الحجاج: بت بعلمك
سعيد: إعفني
الحجاج: لا عفا الله عني إن عفوتك
سعيد: إني لأعلم أنك مخالف لكتاب الله تعالى، ترى لنفسك أمورا تريد بها الهيبة وهي تقحمك الهلكة وسترد غداً فتعلم.
الحجاج: أنا أحبّ الى الله منك
سعيد: لا يقدم أحد على ربّه حتى يعرف منزلته منه، والله بالغيب أعلم.
الحجاج: كيف لا أقدم علي ربّي في مقامي هذا وأنا مع إمام الجماعة وانت مع إمام الفرقة والفتنة!
سعيد: ما أنا بخارج عن الجماعة، ولا أنا براض عن الفتنة...
الحجاج: والله لأقتلنك قتلةلم أقتلها أحداً قبلك، ولا أقتلها أحداً بعدك.
سعيد: إذن تفسد عليّ دنياي وأفسد عليك آخرتك
الحجاج: فما بالك لم تضحك؟
سعيد: وكيف يضحك مخلوق خلق من طين والطين تأكله النار؟!
الحجاج: فما بالنا نضحك؟
سعيد: لم تستوِ القلوب
الحجاج: كيف ترى ما نجمع لأمير المؤمنين؟
سعيد: لم أرَ
ثم أمر الحجاج بالزبرجد والياقوت واللؤلؤ فوضعت بين يدي سعيد.
سعيد: إن كنت جمعت هذا لتفتدي به من فزع يوم القيامة فصالح والا ففزعة واحدة تذهل كل مرضعة عما أرضعت، ولا خير في شيء جمع للدنيا الا ما طاب وزكا.
الحجاج: ويلك يا سعيد
سعيد: الويل لمن زحزح عن الجنة وأدخل النار.
الحجاج: فاختر أيَّ قتله أقتلك.
سعيد: اختر لنفسك ـ يا حجَّاج ـ فوالله، ما تقتلني قتله إلاَّ قتلك الله مثلها في الآخرة.
الحجاج: أفتُريد أنْ أعفو عنك؟
سعيد: إنْ كان العفو فمِن الله. وأمَّا أنت فلا براءة لك ولا عذر.
الحجاج: اذهبوا به فاقتلوه.
فلمَّا خرج من الباب ضحك. فأُخبر الحجَّاج بذلك فأمر بردِّه وقال: ما أضحكك؟!
عجبت مِن جُرأتك على الله وحِلم الله عنك....
فأمر الحجَّاج بالنطع فبًسط ، فقال: أقتلوه. قال سعيد: "وجَّهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً مُسلماً وما أنا مِن المُشركين".
قال الحجاج: شدُّوا به لغير القبلة!
قال سعيد: ﴿فأينما تولُّوا فثمَّ وجه الله﴾.
قال: كبُّوه على وجهه.
قال سعيد: ﴿منها خلقناكم وفيها نُعيدكم ومنها نُخرجكم تارة أُخرى﴾.
قال الحجَّاج: اذبحوه.
قال سعيد: أمَّا أنَّي أَشهد وأحاجُّ أنْ لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له، وأنَّ محمداً عبده ورسوله. خُذْها منِّي حتَّى تلقاني يوم القيامة. ثمَّ دعا سعيد الله فقال: 👇
اللَّهمَّ لا تُسلِّطه على أحد يقتله بعدي.
ولم يعش الحجَّاج بعده طويلا، وظلَّ يُنادي فيها: "مالي ولسعيد بن جبير كلَّما أردت
التسميات
قصص